إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
147621 مشاهدة
أسماء الله تعالى تدل على العظمة

...............................................................................


بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الله تعالى: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ورد أيضا في الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء. اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر .
توسل إلى الله تعالى بتفسير هذه الأسماء التي هي من الأسماء الحسنى المذكورة في هذه الآية، وذلك لأن الله تعالى أمر بأن يُتوسل إليه بأسمائه قال الله تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا فلذلك دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه بهذه الأسماء، وصف ربه بأنه الأول ليس قبله شيء.
وكذلك أيضا ورد في الحديث عن عمران بن حصين ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه وفد من تميم فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميم فقالوا: بشرتنا فأعطنا، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه قوم من أهل اليمن فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم، فعند ذلك قالوا: قد قبلنا، وقالوا: جئناك لتخبرنا عن أول هذا الأمر، فقال صلى الله عليه وسلم: كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السماوات والأرض إلى ها هنا حفظ عمران رضي الله عنه.
أخبر في هذا الحديث بأن الله تعالى لم يكن شيء قبله. أي: هو الذي لم يكن شيء قبله، وهذا معنى قوله في الحديث: أنت الأول فليس قبلك شيء ويعتقد المسلمون بل يعتقد كل من يدين لله تعالى بالربوبية بأنه رب كل شيء، وخالق كل شيء. أن الله تعالى لم يسبق بعدم، وأنه مع ذلك متصف بصفات الكمال قبل أن يخلق آثارها؛ قبل أن يظهر أثرها فهو متصف بأنه الخالق قبل أن يوجد الخلق كلهم، وبأنه الرازق قبل أن يوجد من يرزق، وبأنه الرحيم قبل أن يوجد الخلق الذين رحمهم أو يرحمهم، وأنه الرزاق قبل أن يخلق من يُرزقون، وأنه الغفور قبل وجود الذنوب التي يغفرها، وهكذا بقية أسمائه سبحانه.