إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
130230 مشاهدة
أسماء الله تعالى تدل على العظمة

...............................................................................


بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الله تعالى: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ورد أيضا في الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء. اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر .
توسل إلى الله تعالى بتفسير هذه الأسماء التي هي من الأسماء الحسنى المذكورة في هذه الآية، وذلك لأن الله تعالى أمر بأن يُتوسل إليه بأسمائه قال الله تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا فلذلك دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه بهذه الأسماء، وصف ربه بأنه الأول ليس قبله شيء.
وكذلك أيضا ورد في الحديث عن عمران بن حصين ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه وفد من تميم فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميم فقالوا: بشرتنا فأعطنا، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه قوم من أهل اليمن فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم، فعند ذلك قالوا: قد قبلنا، وقالوا: جئناك لتخبرنا عن أول هذا الأمر، فقال صلى الله عليه وسلم: كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السماوات والأرض إلى ها هنا حفظ عمران رضي الله عنه.
أخبر في هذا الحديث بأن الله تعالى لم يكن شيء قبله. أي: هو الذي لم يكن شيء قبله، وهذا معنى قوله في الحديث: أنت الأول فليس قبلك شيء ويعتقد المسلمون بل يعتقد كل من يدين لله تعالى بالربوبية بأنه رب كل شيء، وخالق كل شيء. أن الله تعالى لم يسبق بعدم، وأنه مع ذلك متصف بصفات الكمال قبل أن يخلق آثارها؛ قبل أن يظهر أثرها فهو متصف بأنه الخالق قبل أن يوجد الخلق كلهم، وبأنه الرازق قبل أن يوجد من يرزق، وبأنه الرحيم قبل أن يوجد الخلق الذين رحمهم أو يرحمهم، وأنه الرزاق قبل أن يخلق من يُرزقون، وأنه الغفور قبل وجود الذنوب التي يغفرها، وهكذا بقية أسمائه سبحانه.